يحتفل العالم سـنويا باليوم العالمي للمرأة بداية من 8 مارس عام 1909.. أي منذ أكثر من قرن وذلك تخليدا للكفاح النسـوي من أجل حقوق النساء، وقرر الاحتفال به في المؤتمر الدولي للنساء في أغسـطس 1910 بألمانيا، لكن من دون تحديد تاريخ وفي تلك الفترة كانت أصوات النساء الرافضة للتمييز في العمل والمطالبة بحق التصويت تأخذ بعدا أوسع في البلدان المتقدمة، وفي عام 1903 أنشئت حركة النساء في بريطانيا للمطالبة بأن يكون هناك حق للمرأة للاقتراع، ونالت النسوة هذا الحق لمن بلغ عمرها سن الثلاثين في 1918، ومنذ ذلك الوقت وقضية المطالبة بحقوق المرأة والعدالة والمساواة كان لها الصدارة في المؤتمرات والاجتماعات والمقابلات وقد سبقت الشريعة الإسلامية العالم المتحضر في الاهتمام بالمرأة حيث نظرت إليها نظرة تكريم بعد أن عانت في الجاهلية (ما قبل الإسلام) من ضياعها والتي من أهمها الحق في الحياة.. وكرمها بأن أدخلها الإسلام في حقوق الميراث والتملك والزواج والنفقة.. ونهى عن الإساءة لهن وأمر بمعاملتهن بالحسنى والرحمة.
فالمرأة في الإسلام هي الأم والأخت والابنة والعمة والخالة والجدة والزوجة شريكة الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة، وكلفها الله مع الرجل في النهوض بمهمة الاسـتخلاف في الأرض وتربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة سوية.. وقرر لها الولاية في قوله تعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) حيث لها تولي كافة الأعمال المناسبة لها ومنها القضاء، ولها أن تزوج نفسها أو غيرها فقد زوجت عائشة رضي الله عنها حفصة بنت أخيها وهو غائب في الشام.
فالمرأة هي نصف المجتمع نذرت عمرها للعطاء كي تزرع البسمة وهي كالغصن الرطب يميل إلى كل جانب مع الريح، ولكنها لا تنكسر في العاصفة.. فالمرأة الصالحة لا يعدلها شيء في الدنيا؛ لأنها عون على أمر الدنيا والآخرة.